مرام مرشد || ربح اليمنيون وخسر المجتمع المكّي

كتبت : مرام مرشد
عندما أتى الإسلام وبُعث الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ، كان أمام المجتمع المكّي فرصة مهمه جداً أن يكون هو النواة الأولى التي يتشكّل منها المجتمع الإسلامي ، وتبنى من خلالها الرسالة الإسلامية بكلها ، وأن يكون القدوة لبقية المجتمعات والحامل الأول لهذا المشروع العظيم ، فيتشرّف بهذا الشرف ، ولهذا قال تعالى في القرآن الكريم: [وَإنهُ لَذِكرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ]
شرف كبير ، مشروع عزة ، مشروع كرامة ، مشروع إرتقاء .
والمجتمع من حولهم يقولون : [لَوْلَا نُزِل هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ]
وكان في مكّه وفي الطائف أثرياء وزعامات ثريه لها سلطة ، ولها تأثير ، وأتباع ، وقوة ، فأثارهم التساؤل (لمِا لم ينزل القرآن على أحدٍ من هؤلاء الأغنياء) ؟
هذه هي النظرة الغبية والجاهلة والخاطئة وكانت هذه النظرة تقدِّم الإعتراضات على نزول القرآن على الرسول
بهذه النظرة الخاطئة ووفقاً لهذه المقاييس المادية
قالوا : [لَن نُّؤمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً]
بمعنى أنهم يقولون نحن نريد منك أشياء مادية ، أشياء ثمينة ؛ حتى نرى قيمتك فيها ، نرى فيها مُلكك ، نرى فيها مكانتك ، أحقيتك بالإتباع من خلالها
أحياناً يقولون : [أَوْ يُلْقَى إِِليْهِ كَنزٌ]
[وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُول يَأكُلُ الطَّعَامَ وَيَمشِي فيِ الأَسوَاقِ لَوْلَآ أُنزِلَ إِلَيهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً]
فتثيرهم التساؤلات أكثر (لماذا لا يمتلك من هو مؤهل لحمل الرسالة مثل هذه الأشياء ؟!)
مِن كنز أو ثراء فحينها سنتبعه ويكون لديه شيء يجذب الناس به.
فهم لا ينجذبون إلا للماديات والمؤثرات فقد قال فيهم الله سبحانه و تعالى :-[لَقَد حَقَّ القَولُ عَلَى أَكثَرِهِم فَهُم لَا يُؤمِنُونَ]
فلم يروا عظيماً إلا أبا جهل ، وأبي سفيان فكانوا يرون فيهم العظمة بسبب الثراء والسلطة ووراء كل ذلك تختفي الدنائات.
فلم تعد مكة أرضاً صالحة لأن ينشأ فيها الإسلام ولذلك جاء القرار الإلهي للرسول بالهجرة إلى المدينة
لقوله :[فَتَوَلِّ عَنهُم فَمَآ أَنَت بِمَلُومٍ]
وبعيداً عن مجتمع مكّة الذين لم يستجيبوا للدعوة
كان هناك مجتمعاً آخر هو مجتمع المدينة ، مدينة يثرب ( المدينة المنورة)
في هذا المجتمع قبيلتان هما : (الأوس والخزرج)
كان لهما الشرف العظيم والدور التاريخي المهم ، هذا المجتمع المكون من قبيلتين إختاره الله لأن يكون بديلاً عن ذلك المجتمع ،
ودخل هذا المجتمع من أوسع أبوابه فكان هو المجتمع الذي نبت فيه الإسلام والذي إستقبل المهاجرين ونصر الرسول وكان حَلَبة عظيمة لحمل راية الإسلام .
اتحاد كاتبات اليمن