اثمان باهضة ومستمرة لمواقف كارثية!

بقلم رئيس التحرير ـ سند الصيادي
لا تتوقف تداعيات الانحسار الوطني والديني والاخلاقي لأي موقف سياسي كارثي عند حدود اللحظة الاولى لاتخاذه , لكنها تمتد لتشمل حاضر ومستقبل القوة او الكيان الذي اتخذت قيادته هذا الموقف .. ويستمر في حصاد محاصيله المشوهة وتكاليفه الباهضة.
ولعل ما يحدث الان للقوى والشخصيات والافراد الذين التحقوا بركب تحالف العدوان على اليمن خير دليل وبرهان ينفع في حال تدريسه بالمناهج التعليمية والتثقيفية بغرض بيان اخطاره وتلافيها في ذهنية الاجيال القادمة.
جماعة الاخوان بكل اجنحتها المؤطرة تحت تنظيم حزب الاصلاح او تلك المؤدلجة خارج هيكلته من مختلف الاطياف القبلية والعسكرية والدينية والى جانبها كل المحسوبين على بقية القوى السياسية في اليمن و التي توازت احقادهم ومطامعهم وقصر وعيهم مع مخططات تحالف العدوان على البلاد , يعيشون اليوم مأزق كبير وخطير يتمثل في تقاطع تلك المصالح مع التحالف لم يحسب له حسابا في ذروة اللهفة نحو الانتقام والارتزاق مطلع العام الاول من العدوان.
فعلى مستوى المعاملة , تغيرت امزجة التحالف الاقليمي تجاه اولئك كنتيجة طبيعية ومتوقعة لمن يرتهن دون روية او حتى تحفظ يدفع المرتهن اليه ان يراعيه او يهابه , هذا التغير في المزاج حدث بشكل عنيف افقد مرتزقة اليمن القدرة على التركيز او ردود الفعل المناسبة للتعامل مع هذا “النكران” السعودي الاماراتي الذي اتى بعد ان اطمأن الى فقدان ادواته كل مؤثر متوقع ان يرتد عليه قد يأتي منهم.. بعد ان عزلهم عن محيطهم الوطني بالاحقاد الناجمة عن فجورهم الكبير بحق الوطن وابنائه , وبعد ان عزلهم حتى عن جماهيرهم وقواعدهم التي لم تعد تعرف ما يريدونه او يعملون لأجله.
تجاوزت دول التحالف كل حسابات ادواتها من تلك القوى فسلطت عليهم بعضهم لينالوا من الجميع في النهاية وليتركونهم رهائن فاقدين للقدرة على الصراخ حتى , غارقين في تفسيرات لا منتهية لما حدث .. بل و هيئتهم لاحتمالات اكثر سوء قد تحدث في الايام القادمة قد تستهدف شخوصهم لا مستقبل كياناتهم وحسب.
وفي ذروة هذا العقاب الالهي الشامل الذي لم يسلم منه حتى اولئك الافراد الذين قاتلوا الى جانب التحالف فكافأهم بالقتل بالميدان ولاحقهم الى المعتقلات , وترك اهاليهم يغرقون في دموع الندم واللعنات للتحالف ومن حالفه .. يزداد التساؤل حول ما يمكن ان تقدمه هذه النهايات الدرامية من ردود فعل , ليس لدى من باع ولم يعد يملك شيئا , بل على جمهورهم الذي غرر به و تم جرجرته الى اسواق النخاسة دون ان ينال شي من ثمن هذا المتاجرة و لا عاد الى اهله..
واذا لم يتحسس ما بقي هذه الصفعة.. فقد صدق قول الشاعر ان لا لجرحا بميت ايلام.. !



