تلخيص المحاضرة الرمضانية الرابعة للسيد القائد (سلام الله عليه) 1443هـ

تلخيص/ مرام صالح مرشد
_ من أهم ماهو محسوب على عباد الله المتقين هو اليقين بالآخرة لقوله تعالى: (وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ).
_ يوم القيامة في المرحلة الأولى في النفخة الأولى نهاية الحياة ودمار السماوات وإعادة إعمارها من جديد ثم بعد ذلك الجنة والنار فيأتي التأكيد على هذه الحقائق وبالرغم من ذلك أكثر الناس هم في غفلة لقوله تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) حالة الغفلة الشديدة لدى أكثر الناس تصل إلى الإعراض وعدم المبالاة والبعض إلى درجة التكذيب بالآخرة وعالمها.
_ يتميز المتقين عن غيرهم أنهم في حالة انتباه في حالة تذكر وجهوزية واستعداد ولذلك يوزنون مواقعهم و أعمالهم وتصرفاتهم.
_ يأتي ماينبه المتقين فيخرجهم من حالة غفلتهم إلى استشعارهم المستمر لقرب لقاء الله وذلك يجعلهم في حالة الانتباه واليقظة لقوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) تعرض لهم حالة الغفلة ولكنهم سرعان ماينتبهون في علاقتهم بالله لأن الإيمان بالآخرة هو جزء من الإيمان بالله.
_ حالة الاستشعار الدائم لذلك المستقبل الآتي حتماً عبر عنها القرآن الكريم في إدراك يوم القيامة لقوله تعالى: (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ) الانسان المؤمن المتقي يوم القيامة من بعد أن يأخذ كتابه بيمينه يدرك ويقول كنت استشعر أني سألقى الحساب ومن ثم الجزاء فحالة الانتباه واليقظة والاستعداد والاهتمام تصل إلى أن يكون عندهم انتباه واهتمام حتى في حالة النوم لقوله تعالى : (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْـمَضَاجِعِ) تثيره هذه الحالة للقيام من نومه للتحرك إلى مافي طاعة لله تعالى تجعلهم يتداركون أنفسهم عند كل هفوة فيبادرون بالتوبة لله تعالى.
_ وفي الحديث عن أولياء الله قوله تعالى: (إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا) هم في الحالة الذهنية في الحالة النفسية حالة تذكر لذلك اليوم الآتي أما الآخرون الذين هم في حالة غفلة ينتج عن ذلك تهاون في أعمالهم وتصرفاتهم.
_ نحن في حياة مؤقتة وهذه مسألة نعرفها جميعاً هي حياة مسؤولية واختبار نخضع فيها لرقابة دائمة من الله ومن ملائكته فلا يغفل الله ولا ملائكته ولو للحظة واحدة لقوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَـمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْـمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) رقابة دائمة في ليلنا ونهارنا وكل أحوالنا خلواتنا واجتماعاتنا.
_ تنتهي هذه الحياة ونهايتها الموت الذي هو إقفال لملف عملك على مافيه من عمل صالح تفوز به أو عمل سيء يسبب لك الهلاك فالفرصة التي أتاحها الله لك هذه الأيام التي أنت تعيشها فترة وستنتهي وأنت لا تعرف نهاية حياتك فكل ليلة من الممكن أن تكون هي الليلة الأخيرة ولذلك لابد أن يكون الإنسان في استعداد مستمر أما إذا كان الإنسان في حالة غفلة فهي حالة سيئة.
_ في قوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْـمَوْتِ) لا أحد يستطيع أن يمنع عن نفسه ذلك أين كان الإنسان ملك أو زعيم مهما كانت امكانياته لا شيء يدفع عنه ذلك ففي قوله تعالى:( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) لا يستطيع الناس أن يدفعوا ذلك مهما كان الإنسان عزيز عليهم فالإنسان يجهل موعد رحيله من هذه الحياة.
_ حالة خطيرة ألا ينتبه الإنسان إلا بعد فوات الأوان فتكون بداية للتحسر والعذاب النفسي انتباه للفرصة التي فوتت وللخسارة التي حصلت.
_ يتذكر الإنسان في تلك اللحظة في اللحظة الأخيرة في اللحظة الحرجة ويدرك أهمية المسألة ولكن بعد فوات الأوان فالبعض يتمنى من الله أياماً يصلح فيها بعض أموره ولكن لا يمكن أن يحصل على تأخير إضافي ليصلح نفسه ويكون من زمرة الصالحين لقوله تعالى: ( وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
_ لا تكن من أولئك الذين قال الله عنهم: ( وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ) وقال :(وَمَنْ أَظْلَـمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا) فإذا استحكمت غفلتك واستمريت بإعراضك حينها ما الذي سيفيدك ستصبح في حالة ندم لقوله تعالى:(يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي).
_ في قوله تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) المسألة قريبة يوم القيامة والحساب اقتربت الساعة نحن أمة محمد آخر الأمم نحن في الحقبة التاريخية الأخيرة من الحياة البشرية القيامة ستأتي بغتة وفي وقت غير متوقع لقوله تعالى: (لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً).
_ الموت هو الفاصل الذي يفصل الناس عن قيام الساعة فاصل قصير جداً الغافلون سيلحظون كيف أن الوقت مر بسرعة وكأنه لم تكن بينهم وبين القيامة إلا مدة وجيزة.
_ وفي قوله تعالى:(يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا) يتحدثون بأصوات منخفضة وهم يتعجبون كيف مر الوقت الذي من طول المدة الزمنية يقول عنه مقدار عشرة ليالي وقت وجيز والبعض يقول يومان وآخرون يقولون ساعة أو ليلة وضحاها فيوم الحساب الكل سيحضر رغماً عنه لقوله تعالى: (وَإِنْ كُلٌّ لَـمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ) فما عاقبة تلك الغفلة إلا الندم الشديد.