تلخيص المحاضرة الرمضانية السادسة للسيد القائد (سلام الله عليه) 1443هـ (اليقين بالآخرة وأهميتها كعامل أساسي لالتزام التقوى)

تلخيص/ مرام صالح مرشد
_ مايتحدث عنه القرآن الكريم ضمن اهتمامات المتقين الأساسية هو سعيهم المستمر وبجدية كبيرة للنجاة من عذاب الله واستشعارهم للمسؤولية تجاه أقوالهم وأعمالهم وما يترتب على ذلك.
_ في القرآن الكريم جمع بين الصفتين الخبرية والتعليمية يخبرنا بصفاتهم ودعائهم وطلب تحقيقها من الله في قوله: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا) يطلبون من الله النجاة من عذاب جهنم ومن ضمن الأدعية الواردة في القرآن الكريم: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
_ يعلمنا الله دعاء من أهم الأدعية يعبر عن الهوية الإيمانية في قوله: (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) ونجد ضمن هذه الفقرات في هذا الدعاء مايعبر عن الاستشعار والوعي والإدراك العميق لأهمية العمل.
_ ليس هناك مجال للتهاون واللامبالاة بل نلحظ الجدية والإدراك العميق لما يحصل من جانب الإنسان في تصرفاته.
_ المطلب الرئيسي للأنبياء والذي يتكرر في أدعيتهم هو طلب المغفرة لقوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْـمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) ويأتي الأمر للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيقول الله له: (فَاعْلَـمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْـمُؤْمِنِينَ وَالْـمُؤْمِنَاتِ وَاللهُ يَعْلَـمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) حالة تعبر عن الإدراك لخطورة الأعمال وما ينتج عنها في حالة التفريط والمعصية.
_ الحالة الإيجابية التي تعبر عن الوعي والتقوى التي تساعد على الاستقامة هي الخوف من مخاطر الذنوب والمعاصي لقوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى).
_ فيما يتعلق بيوم القيامة مرتبط بمقامات العمل ووعد الله ووعيده فالإنذار يحذرنا وينبهنا من مخاطر الأعمال والكبائر التي تسبب للإنسان الهلاك والعذاب حتى لا نقع في العذاب إن استفدنا وآمنا بذلك.
_ من أسماء يوم القيامة سماه الله بيوم الفصل لقوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ) يومٌ يفصل الله بين عباده فيما كانوا يختلفون فيه والمعيار هو معيار الحق عند الله تعالى.
_ المنافقين والمنافقات عندما تتجلى خسائرهم هم من أكثر الناس خسران وانحراف في الموالاة فهم يعادون المؤمنين ويوالون الكافرين ولهم عذاب أليم لقوله تعالى: (بَشِّرِ الْـمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا).
_ في نار جهنم كل شيء عذاب بدءاً من النَفَس الذي نتنفسه فالبعض إذا تضرر لديه الجهاز التنفسي في الدنيا يسبب له الوفاه أما في جهنم ما تستنشقه بدلاً عن الأكسجين هو السموم لقوله تعالى: (فِي سَمُومٍ وَحَمِيم وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍٍ) وقوله: (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ).
_ يتجرعون حتى الصديد الذي يغلي من شدة ضمأهم لقوله تعالى: (يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْـمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ) يأتيه الموت فهو من كل مكان ميت آلام شديدة يأتي عذابهم بالجوع وتُقدم لهم أنواع سيئة من الطعام فيكادون يموتون لو بقي موت بعد ذلك فطعامهم هو شجرة الزقوم لقوله تعالى: (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْـمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ).
_ ليس هناك أي شيء يستحق أن تجازف به لأن يكون سبب لذهابك لجهنم فنحن في فرصة في هذه الحياة لنبادر.