تلخيص المحاضرة الرمضانية العاشرة للسيد القائد (سلام الله عليه) 1443هـ

تلخيص/ مرام صالح مرشد
_ في مراحل الصراع بين الأمة وأعدائها والأمة تسعى من خلال المؤمنين إلى التحرر من هيمنة أعداء الله وأن تحقق لنفسها الاستقلال من خلال هويتها الإيمانية فأي أمة تسعى للتحرر من أعدائها ستواجه التحديات والصعوبات التي تحتاج إلى الصبر والتواصي بالصبر لقوله تعالى: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) فالصبر لابد من أن يكون من ضمن الاهتمامات التوعوية والتفكيرية.
_ لا بد من الحث على التواصي بالصبر لمواجهة الحالات التي تتحرك سلباً وأيضاً التأثيرات الناتجة عن ضعف الإيمان لأن التواصي بالصبر يعتبر من أهم العبادات والقرب التي تتقرب إلى الله بها.
_ يقول الله تعالى لنبيه الكريم عند تبليغه للرسالة: (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْـمُحْسِنِينَ) يقول له إذا صبرت لن يضيع أجرك فصبر عند تبليغه للرسالة وجاءت المتغيرات حتى تغير الواقع بكله وسقطت كل كيانات الطواغيت.
_ من أهم مايتعلق بالصبر إلى جانب أنه عبادة عظيمة أنه سلاح مهم في مواجهة العدو.
_ الحالة القائمة فيما يتعلق بشعبنا اليمني في مواجهته للعدوان نرى اليوم كيف وصل العدو إلى نقطة مسدودة إلى مستوى الفشل الذي عرف عنه العالم فكان الصبر سلاح في مواجهة العدو وجاء في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فالعدو يرى أن وسائله وأساليبه ليست مجدية وأن ردة الفعل هي عكس مايريد.
_ في قوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِـمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) درس مهم وعظيم قدمه الله لنا من المؤمنين الذين صبروا وجاهدوا وناصروا الأنبياء فلا نقول أن حالة المأساة والأمر بالصبر حالة نادرة بلينا بها من بين كل الناس فالصبر مسألة ممكنة من الجميع فعندما أصابهم ما أصابهم في سبيل الله قدموا الكثير من الشهداء وجرح الكثير منهم ولم يصبهم ذلك بالوهن والنتائج التي يريدها العدو بل استمرت صلابتهم وعزمهم القوي ولم يصلوا إلى ماهو أكثر من الوهن وهو الضعف وفقدان الشعور بالقوة.
_ في الواقع البشري لا تنهض الأمم ولا تواجه التحديات إلا وتستند على الصبر حتى داخل الجيوش.
_ من أهم مايتم التذكير عنه في التواصي بالصبر الحديث عن عاقبة الصبر الحسنة وأن من أهم مايميز الصبر في سبيل الله أن نتيجته الإيجابية عاقبته الحسنة حتمية لقوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) أنه سيأتي لهم حتى وهم يعانون الصعوبات في التحديات فيترافق مع العسر يسر لقوله تعالى: (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) وتتحقق ايجابيات مع ما يحصل ووصول إلى النتائج المرجوة بينما إذا جئنا إلى ماهو بديل عن الصبر في طاعة الله وأداء المهام والمسؤوليات المهمة واخترنا خيار الانهيار والاستسلام ينتج عنه العناء والقهر والذلة والاضطهاد والضيم.
_ كل الغايات العظيمة في الصبر للقيام بمسؤولياتنا لطاعة الله وتصدينا لأعدائنا على النقيض منها تماماً نتاج التخاذل والتفريط فعندما قال الله تعالى: (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) تكون هنا الحالة مناقضة لها تماماً وهي لعلكم تخسرون فتخسروا دينكم ودنياكم عندما تتهاونون ولا تنهضوا بمسؤولياتكم بالصبر.
_ من أهم ماينبغي التركيز عليه في التواصي بالصبر:
1/ التواصي بالدوافع المهمة المساعدة على الصبر ففي الدافع الإيماني كلما زاد إيمانك زاد صبرك لقوله تعالى: (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) من أجل الله واستجابه له فيما يرضيه ولقوله: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ) كان حرصهم على أن يحظوا برضوان الله.
_ 2/ الدوافع الأخلاقية والإنسانية «زكاء النفوس» التي يعشقها الانسان بفطرته فالإنسان الذي مات ضميره لو يشاهد ما يشاهد ويسمع مايسمع لن يتفاعل.
_ 3/ الوعي بظروف الحياة فالحياة اختبار للمشاق فيها تحديات للجميع والفارق أنه في طريق الإيمان في صبرك ستكون في موقف مشرف فالمسألة مهمة جداً كذلك الوعي بعواقب التفريط والتهاون والتنصل عن المسؤولية هي عواقب مهمة في الدنيا والآخرة.