اليمن.. مقاومة تعيد تعريف القوة

بقلم إبراهيم الحبيشي
في زمنٍ ظنّ فيه الكيان الصهيوني أنه القوة الأعلى التي لا تُقهر، خرج صوت اليمن ليُعلن للعالم أن زمن الهيمنة قد ولى، وأن إرادة الشعوب قادرة على تحطيم أساطير القوة الزائفة. لقد نجح اليمن، رغم كل التحديات والحصار الذي يتعرض له، في فرض معادلة جديدة أرعبت العدو الصهيوني وأربكت حساباته.
لطالما عُرف اليمن بتاريخه النضالي العريق، ولكن في السنوات الأخيرة، تحول هذا البلد العربي الأصيل من موقع الدفاع عن نفسه أمام العدوان إلى موقع المبادرة والهجوم المضاد. لم يكتف اليمنيون بصمودهم الأسطوري أمام تحالف عدواني قوي، بل انتقلوا إلى ضرب مصالح العدو الصهيوني حيثما كان، عبر عمليات نوعية أظهرت براعة عسكرية وتخطيطاً دقيقاً.
طور الجيش اليمني قدرات صاروخية محلية الصنع تمكنت من الوصول إلى عمق الكيان الصهيوني، متحدية كل أنظمة الدفاع الصاروخي المتطورة.
وفرضت القوات البحرية اليمنية حصاراً فعّالاً على السفن المتجهة إلى الموانئ الصهيونية، مستخدمه أساليب مبتكرة في زمن اعتقد فيه العدو أن البحر الأحمر بحيرة صهيونية آمنة.
واستهدف الجيش اليمني بشكل ذكي القطاعات الاقتصادية الحيوية للكيان الصهيوني، مما تسبب في خسائر فادحة وكشف هشاشة الاقتصاد المعتمد على الدعم الخارجي.
كما نجح الإعلام اليمني في تحويل كل عملية عسكرية إلى ضربة نفسية قوية تهز صورة “الجيش الذي لا يُهزم” التي حاول العدو الترويج لها لعقود.
تأثير الحصار اليمني على الكيان الصهيوني
كما كشفت العمليات اليمنية عن فشل الذراع الأمنية الصهيونية في حماية حدودها ومصالحها.
وتسببت العمليات اليمنية في ارتفاع تكاليف التأمين على السفن، وتعطيل سلاسل التوريد، وارتفاع الأسعار لقد أجبرت النجاحات اليمنية العديد من الدول على إعادة حساباتها وتحالفاتها في المنطقة.
لقدأصبح اليمن نموذجاً يُحتذى به في قدرة المقاومة الشعبية على مواجهة أعتى القوى العسكرية.
لقد أثبت اليمن أن الإرادة الحرة أقوى من أحدث الأسلحة، وأن الشعوب عندما تؤمن بعدالة قضيتها وتتوكل على الله، فإنها قادرة على صنع المعجزات. كما كشف الحصار اليمني عن حقيقة الكيان الصهيوني الهشة، التي طالما حاول إخفاءها خلف ستار من القوة المزيفة.
اليمن، هذا البلد الفقير في موارده المادية، الغني بإيمانه وإرادته، كتب بأحرف من نور درساً لن ينساه التاريخ: أن الحق لا يُهزم ما دام أهله مؤمنين به. لقد نجح اليمن ليس فقط في حصار العدو الصهيوني، بل في كسر هيبته وفتح الباب لمرحلة جديدة من الصراع، حيث لم تعد المقاومة مجرد رد فعل، بل إستراتيجية شاملة قادرة على إعادة رسم خريطة القوى في المنطقة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق