اللواء محمد راجح مصلح الصيادي

تقرير عن حياة ومسيرة الفقيد

في سجل البطولة اليمنية، تبرز أسماء رجالٍ نذروا حياتهم لخدمة الوطن وبناء جيشه الحديث، ومن بين أولئك الرجال الأفذاذ يسطع اسم اللواء محمد راجح مصلح الصيادي، أحد أبرز القادة العسكريين الذين تركوا بصمةً خالدة في مسيرة النضال الوطني، دفاعاً عن الثورة والجمهورية وسيادة اليمن.

وُلد الفقيد في قرية مارش – العود – مديرية النادرة – محافظة إب عام 1945م، في بيئةٍ ريفيةٍ اتسمت بالبساطة، لكنها أنجبت رجالاً كباراً في الهمة والعطاء. ومنذ شبابه المبكر، حمل حلم الانتماء إلى المؤسسة العسكرية ليكون أحد بناتها الأوائل، فالتحق بالكلية الحربية وتخرج منها عام 1964م ضمن الدفعة الثالثة، متصدراً الترتيب الأول على دفعته، ليبدأ مسيرة زاخرة بالمهام والمسؤوليات الوطنية.

شارك اللواء الصيادي في حصار السبعين يوماً بصنعاء، ضمن صفوف الجيش اليمني، وكان من القادة الذين سطروا بدمائهم وصمودهم ملاحم الدفاع عن الثورة والجمهورية، في واحدةٍ من أكثر المعارك مصيرية في التاريخ اليمني الحديث.

واصل الفقيد مسيرته العسكرية بنجاحٍ وتميّز، فالتحق بعدة دوراتٍ متقدمة في القيادة والأركان بجمهورية مصر العربية، مما أهّله لتولي العديد من المناصب القيادية المهمة، منها:

قائد سلاح الحدود

مدير عام الجمارك

قائد الشرطة العسكرية بمحافظة إب

مدير القاعدة الإدارية بمحافظة صعدة

مدير عام المؤسسة العسكرية بمحافظة ذمار

مدير شعبة التموين العسكري – صنعاء

نائب قائد القوات المسلحة ومدير غرفة العمليات أثناء المشاركة في حرب لبنان ضد الكيان الصهيوني

مؤسس وقائد معسكر الحمزة (لواء عبود)

قائد قطاع قضاء دمت

كما كان أحد قادة حركة الضباط الأحرار، وقد دفع ثمن مواقفه الشجاعة ست سنوات من السجن بسبب نشاطه الوطني الحر، دون أن يتراجع أو يلين أمام التحديات.

تميّز اللواء محمد راجح الصيادي بشخصية قيادية متزنة، جمعت بين الانضباط العسكري والوعي الوطني، وكان مثالاً في الإخلاص والنزاهة والتفاني في خدمة وطنه وشعبه، حتى لقي ربه راضياً مرضياً في 6 فبراير 2001م، بعد حياةٍ حافلة بالعطاء والجهاد والتضحية.

رحم الله اللواء محمد راجح مصلح الصيادي، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن وطنه خير الجزاء، فقد رحل الجسد وبقيت السيرة شاهدةً على رجلٍ عاش شامخاً، ومضى تاركاً للأجيال إرثاً من الكرامة والإقدام.

مقالات ذات صلة

إغلاق